فصل: تتمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.دخول الغز أذربيجان.

يقال دخل هؤلاء الغز إلى أذربيجان وسمر صاحبها يومئذ وهشودان بن غلاك فأكرمهم وصاهرهم يدافع شرهم بذلك ويستميلهم لنصرته نم يحصل من ذلك بطائل وعاثوا في البلاد أشد العيث ودخلوا مراغة سنة تسع وعشرين وأربعمائة فقتلوا أهلها وحرقوا مساجدها وفعلوا كذلك بالأكراد الهمذانية فاتفق أهل البلاد على مدافعتهم وأصلح أبو الهيجاء ابن ربيب الدولة ووهشوذان صاحبا أذربيجان واتفقت كلمتهما واجتمع معهما أهل همذان فانصرفت تلك الطائفة عن أذربيجان وافترقوا على الري كما تقدم في أخبارهم وبقي الغز الذين تقدموا قبلهم فقاسى منهم أهل أذربيجان شدة وفتك فيهم وهشوذان بتبريز سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة فتكة أوهنت منهم ودعا منهم جمعا كثيرا إلى صنيع وقبض على ثلاثين من مقدميهم فقتلهم وفر الباقون من أرمينية إلى بلاد الهكارية من أعمال الموصل وكانت بينهم وبين الأكراد وقائع ذكرناها في أخبار الغز بالموصل ولم يعد ابن الأثير لبني المرزبان ملوك أذربيجان ذكرا إلى أن ذكر استيلاء طغرلبك على البلاد والمفهوم من فحوى الأخبار أن الأكراد استولوا عليها بعد بني المرزبان والله أعلم.

.استيلاء طغرلبك على أذربيجان.

قال ابن الأثير وفي سنة ست وأربعين وأربعمائة سار طغرلبك إلى أذربيجان وقصد تبريز وصاحبها الأمير منصور بن وهشوذان بن محمد الروادي فأطاعه وخطب له وحمل إليه ورهن عنده ولده فسار طغرلبك عنه إلى الأمير أبي الأسوار صاحب جنزة فأطاع وخطب وكذلك سائر النواحي أرسلوا إليه يبذلون الطاعة والخطبة وانقاد العساكر إليه فأبقى عليهم بلادهم وأخذ رهنهم وسار إلى أرمينية كذلك وقصد ملاذكرد وهي للنصرانية فعاث في بلادها وخرب أعمالها وغزا من هنالك بلاد الروم وانتهى إلى أرزن الروم فأثخن في بلادهم ودوخها وعاد ابن السلار وذكر ابن الأثير خلال هذا غزوة فضلون الكردي إلى الخزر من التركمان على مما مر أول الكتاب فقال: كان بيد فضلون الكردي قطعة كبيرة من أذربيجان فغزا إلى الخزر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ودوخ البلاد وقفل فجاؤا في أثره وكبسوه وقتلوا أيضا بخطط ملك الأنجاز إلى مدينة تفليس فقال: وفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة زحف ملك الأنجاز إلى أذربيجان ليتعرف المسلمين على حين وصول الغز إلى أذربيجان وما فعلوه فيها وسمع الأنجاز بأخبارهم فأجفلوا عن مخلفهم ووصل وهشوذان صاحب أذربيجان وصرف نظره إلى ملاطفة الغز ومصاهرتهم ليستعين بهم كما مر هذا آخر ما وجدناه من أخبار ملوك أذربيجان والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

.الخبر عن بني شاهين ملوك البطيحة ومن ملكها من بعدهم من قرابتهم وغيرهم وابتداء ذلك ومصايره.

كان عمران بن شاهين من الجامدة وكان يتصرف في الجباية وحصل بيده منها مال فتخوف وألح عليه الطلب فهرب إلى البطيحة ممتنعا من الدولة وكان له نجدة وبأس وصبر على الشظف فأقام هنالك بين القصب والآجام يقتات بسمك الماء والطير ويتعرض للرفاق التي تمر بالطريق فيأخذها واجتمع إليه لصوص الصيادين فقوي وامتنع على السلطان وتمسك بخدمة أبي القاسم بن البريدي صاحب البصرة فأمنه ووصل حبل الطاعة بيده وقلده حماية تلك النواحي إلى الجامدة دفعا لضرره عن السابلة فعز جانبه وكثر جمعه وسلاحه واتخذ معاقل على التلال بالبطائح وغلب على تلك النواحي ولما استولى معز الدولة على بغداد وقام بكفالة الخلافة والنظر في أمورها أهمه شأن عمران هذا وامتناعه في معاقله في نواحي بغداد فجهز إليه وزيره أبا جعفر الصيمري في العساكر وسار إليه سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة وتعددت بينهما الحروب والوقائع ثم هزمه الصيمري ثم أتاه الخبر بمسيره إلى شيراز كما تقدم في أخبار دولتهم.

.مسير العساكر إلى عمران بن شاهين وانهزامها.

ولما انصرف الصيمري عن عمران عاد إلى حاله فبعث معز الدولة لقتاله روزبهان من أعيان الديلم في العساكر فتحصن منه في مضايق البطائح فطاوله فضجر روزبهان واستعجل قتاله فهزمه عمران وغنم ما معهم فاستفحل وقوي وأفسد السابلة وكان أصحابه يطلبون الخفارة من جند السلطان إذا مروا بهم إلى ضياعهم ومعايشهم بالبصرة فبعث معز الدولة بالعساكر مع المهلبي وزحف إلى البطائح سنة أربعين وثلثمائة ودخل عمران في مضايقه وأشاروا عليه بالهجوم فلم يفعل فكتب إليه معز الدولة بذلك بإشارة روزبهان فدخل المهلبي المضايق بجميع عسكره وقد أكمن لهم عمران فخرج عليهم الكمين وتقسموا بين القتل والغرق والأسر ونجا المهلبي سابحا في الماء وكان روزبهان متأخرا في الزحف فسلم وأسر عمران كثيرا من قوادهم الأكابر ففاداه معز الدولة بمن في أسره من أهله وأصحابه وقلده ولاية البطائح فاستفحل أمره.
ثم انتقض سنة أربع وأربعين وثلثمائة لخبر بلغه عن مرض طرق معز الدولة وأرجف أهل بغداد بموته ومر به مال من الأموال يحمل إلى معز الدولة ومعه جماعة من التجار فكبسهم وأخذ جميع ما معهم ثم رد ذلك بعد إبلال معز الدولة من مرضه وفسد ما بينهما من الصلح! ثم سار معز الدولة إلى واسط سنة خمس وخمسين وثلثمائة فبعث العساكر من هنالك لقتال عمران مع أبي الفضل العباس بن الحسن وقدم عليه نافع مولى ابن وجيه صاحب عمان يستنجده عليها فانحدر إلى الأبلة وبعث معه المراكب إلى عمان وسارت عساكره إلى البطائح فنزلوا الجامدة وسدوا الأنهار التي تصب إليها.
ثم رجع معز الدولة من الأبلة وطرقه المرض فجهز العساكر لقتال عمران وعاد إلى بغداد فهلك وولي بعده ابنه عز الدولة بختيار فأعاد العساكر المجمرة على عمران وعقد معه الصلح فاستمر حاله ثم زحف بختيار إليه سنة تسع وخمسين وثلثمائة وأقام بواسط يتصيد شهرا ثم بعث وزيره إلى الجامدة وطرق البطيحة فسد مجاري المياه وقلبها إلى أنهارها وهي الجسور إلى العراق ثم جاء المد من دجلة وخرب جميع ذلك ثم انتقل عمران إلى معقل آخر ونقل ماله إليه حتى إذا حسر المياه وانتهجت الطرق فقدوا عمران من مكانه وطال عليهم الأمر وشغب الجند على الوزير فأمر بختيار بمصالحته على ألف ألف درهم ولما رحل العسكر عنه ثار أصحابه في أطراف الناس فنهبوا كثيرا من العساكر ووصلوا إلى بغداد سنة إحدى وستين وثلثمائة.